صلاح البشرية
بقلم: نواف الحاج علي
لا يمكن لصلاح البشرية أن يتحقق إلا باتباع المهنج الذي ارتضاه لها وهو الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، فلسنا آلات متحركة تمشي على قدمين، ولكننا كائنات إنسانية نملك عقولاً تميزنا عن الكائنات الأخرى، من هنا فإن سعادة الانسان تنبثق من الوظيفة التي يؤديها في جوهره كإنسان على أرض الواقع.
اعرف نفسك وكن نفسك وعلى سجيتك وفطرتك، فهي الحقائق التي تميز الإنسان الصالح عن غيره – لا يمكن للإنسان أن يعيش لنفسه فقط، ولا يكترث إلا برغباته ومصالحه الخاصة، فالفعل الصالح يتحقق بقدر ما يساهم الإنسان في صلاح المجتمع الانساني بمجمله، وذلك باعتماد وممارسة القيم الإنسانية التي فطر الله الناس عليها من الأمانة والصدق والكرم والعدالة والعفة والشجاعة والتسامح والمحبة والتي يمكن اختصارها بالمنهج الالهي، والتي تمثل الخير للانسانيه جمعاء.
إن الحروب التي تجري بين أمم الأرض والعدوان والاحتلال الجاثم على أرض فلسطين، إنما يمثل خللاً في التركيبة الانسانية من قبل فئات طفيلية خرجت عن المفهوم الإنساني لأسباب ثقافية بعيدة عن قيم الحق والعدل والجمال؟ هي فلسفة " الأنا " المقيتة، التي لا ترى في مرآة الحق والعدل إلا نفسها، فلسفة اكتسبتها من تعاليم منحرفة خطها على مر العصور أشكال غريبة من البشر طبقا لأهوائهم ومصالحهم الأنانية، فئة حاقدة على الانسانية كلها، وجاعلة من الغير ( الغواييم) عبيداً وخدماً لفئة اختارها واختصها الله من دون خلقة لسيادة العالم!!
لا يمكن لكيان يقوم على فلسفة لا تتفق مع القيم الإنسانية التي فطر الله الناس عليها أن تستمر، وقد ضرب الله للناس أمثلة كثيرة في أمم قد هلكت بسبب خروجها عن الفطرة الانسانية، مثل عاد وثمود وقوم لوط وشعيب والفراعنة وغيرهم --- لن يستمر هذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين في البقاء، وزواله أقرب مما نتصور، وإن غداً لناظره قريب، إن صلاح البشرية لا يمكن أن يتحقق في غياب العدالة، وأن مفهوم القوة الظالمة لا يمكن أن يدوم.